الأحد, مارس 23, 2025
الرئيسيةمقالاتالعدالة الغائبة .. في المجتمع الإنساني ..!!

العدالة الغائبة .. في المجتمع الإنساني ..!!

✍ إبراهيم ناصر الجرفي ..

العدالة منظومة متكاملة ، فهي تشمل جميع جوانب الحياة ، السياسية والاجتماعية والاقتصادية …الخ ، ولا يمكن تجزئتها وفق أهواء ومزاجات الحكام ، حيث نشاهد بعض الدول ، وهي تدَّعي تطبيق العدالة في مجتمعاتها ، رغم أنها تحرم تلك المجتمعات من حقوقها السياسية ، وتحرمها من المشاركة الفاعلة في العمل السياسي ، وهذا يحصل بشكل واضح في العديد من الآنظمة الحاكمة على مستوى العالم ، والتي قد توفر لمجتمعاتها بعض صور العدالة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية ، لكنها تحرمها من العدالة السياسية ‘ وهذه هي العدالة الجزئية التي لا ترقى إلى أن تصل إلى درجة الكمال ، إلا عندما يتم تطبيق العدالة في كل مجالات الحياة ، وفي مقدمتها المجال السياسي ، فلا عدالة كاملة بدون العدالة السياسية ، لأن العدالة السياسية هي الركيزة الأساسية لكل صور العدالة الأخرى في نطاق حدود الدول ..!!

ويتوقف تطبيق العدالة داخل حدود الدول ، على تطبيق العدالة الشاملة على نطاق المجتمع الٱنساني ، فالعملية متسلسلة ومترابطة ، فإذا تمكن بني الإنسان من إنشاء قانون دولي عادل ، فسوف يترتب على ذلك تطبيق العدالة داخل نطاق كل الدول المنضوية في نطاق المجتمع الدولي ، وتطبيق العدالة على مستوي الدول ، سوف يترتب عليه تطبيق العدالة في نطاق المجتمعات المحلية ، وتطبيق العدالة في نطاق المجتمعات المحلية ، سوف يترتب عليه تطبيق العدالة الأسرية ، وتطبيق العدالة الآسرية سوف يترتب عليه حصول الفرد على العدالة الكاملة والشاملة ..!!

وهذه هي الصورة المثالية لتطبيق العدالة ، وهي التي نص عليها القرآن الكريم ، قال تعالى (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان )) ، أمر واضح وصريح ، يحمل صفة الشمول والعمومية ، على كل المستويات الفردية والأسرية ، والمجتمعية ، والدولية ، والأممية ، وبدون هذا الشمول والعموم ، ستظل العدالة ناقصة وغائبة . وغياب العدالة ونقصها ، يترتب عليه ظهور الظلم ، وإهدار الحقوق والحريات على كل المستويات ، وهذا ما هو حاصل اليوم على مستوى المجتمع الإنساني ، الذي يعيش على وجه هذه الأرض ..!!

فعلى المستوى العالمي والأممي ، يتجلى ظهور الظلم ، وغياب العدالة ، في مقررات ولوائح منظمة الأمم المتحدة ، التي هي بمثابة الحكومة العالمية ، من خلال إعطاء الأفضلية لبعض الدول بحسب قوتها ، على حساب بقية الدول الضعيفة ، وخير دليل على ذلك منح الدول العظمى العضوية الدائمة في مجلس الأمن ، ومنحها حق النقض ( الفيتو ) ‘ طبعاً هذا التصنيف تم إقراره بموجب القوة والضعف ، وهو تصنيف يتعارض تماماً مع أبسط معايير العدالة ، بل إنه ينسف كل ما له علاقة بالعدالة نسفاً ، ويقوض أركانها ، ويؤسس للظلم في أبشع صوره ، وقد ترتب على ذلك هدم العدالة العالمية والأممية ، وترتب على ذلك هدم العدالة داخل حدود الدول وبالذات الضعيفة والفقيرة ، وترتب على ذلك هدم أسس العدالة المجتمعية والعدالة الأسرية ، وصولاً إلى هدم أبسط مقومات العدالة الفردية ..!!

وما يعيشه المجتمع الإنساني اليوم ، من ظلم وتظالم ، ومن إهدار لسيادة وكرامة الكثير من الدول ، ومن إهدار لحقوق الكثير من المجتمعات ، ومن إهدار لحريات وحقوق الكثير الكثير من الناس ، هو النتيجة الطبيعية ، لهدم أسس العدالة العالمية . وفي ظل هكذا نظام عالمي قائم على غياب العدالة الشاملة ، ها هو الظلم يستشري على كل المستويات ‘ وكل يوم ونطاقه يتسع أكثر وأكثر ، ومساحات العدالة تتقلص كل يوم أكثر وأكثر ، لصالح القوي وعلى حساب الضعيف ، ولصالح الغني وعلى حساب الفقير ..!!

وما يحدث في العالم اليوم من كوارث بشرية ، وحروب وصراعات ، وتدَخُّل القوي في شئون الضعيف ، والغني في شئون الفقير ، وإتساع دائرة الفقر على حساب تقلص دائرة الطبقة الوسطى ، وما يحدث من تفشي للظواهر السلبية ، من إرهاب ، وعنف ، وتطرف ، وتشدد ، وكراهية ، هي الإفرازات الطبيعية للظلم والتظالم ، وغياب العدالة العالمية الشاملة ..!!

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

betmatik giriş
grandpashabet giriş
padişahbet
cashwin giris
pin up aviator
1xbet giriş
bettilt
rokubet giriş
biabet giriş
imajbet giriş
padişahbet giriş
sugar rush 1000
neyine giriş
kingbetting
plinko romania
biabet giris
betwild giris
rexbet giriş