كشف “عرفات حمران” رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات، أن إعلامياً مخفي في أحدى سجون مدينة إب منذ عامين ونصف، يتعرض للتعذيب الشديد ومهدد بالتصفية.
وقال حمران، في بيان “حالة حقوقية” نشرها على حسابه في فيسبوك، ورصدته “إب أونلاين”، إن “المختطف “محمد عبدالله العهامي” (29) سنة، من أبناء محافظة تعز، خريج إعلام من جامعة هندية، اختطف من قبل مسلحين مدنيين في مدينة القاعدة، شمال شرق تعز، قبل عامين ونصف وظل مخفياً في سجن الأمن السياسي بمدينة إب، طوال الفترة الماضية”.
وأضاف نقلاً عن مصادر في السجن وأخرى مقربة من “العهامي”، أن “المخفي قسرياً الذي نفذ إضراباً عن الطعام منذ شهر احتجاجاً على التعذيب والتغيبب القسري، وللضغط من أجل التواصل مع أهله، دخل في غيبوبة أفقدته الحركة”.
وظل المختطف مخفياً طوال عامين ونصف، ولم تعرف أسرته عنه شيء، حيث كانت تظن أنه مات منذ اختفاءه، وقامت بصلاة الغائب عليه، حسب حمران.
وأضاف في منشور على صفحته في فيسبوك أن “العهامي” يتعرض من السجّانين للتعذيب النفسي والجسدي أفقده قدرته على الوقوف والمشي، منوهًا إلى أن هذه السجون تُعد مشرحة آدمية متنقلة يخرج منها المختطفون إما موتى أو في طريقهم إلى الموت أو يحملون أمراضًا وعاهات مستديمة”.
وأكد رئيس منظمة رصد، أن “العهامي” وضع منذ لحظة اختطافه في الزنزانة رقم (3) انفرادي، ثم بعدها بأيام تم إنزاله إلى بدروم الأمن السياسي زنزانة رقم (3) انفرادي ليمكث فيها طوال المدة.
وأوضح أن المتنفذ “أبو هاشم” ـ من أبناء محافظة صعدة” هو من يشرف على تعذيب المختطف “العهامي” بشكل مباشر، حيث تتهمه جماعة أبو هاشم بأنه مهدد خطير كونه ألّف كتاباً ضدها (لم نتمكن من التعرف على عنوان وطبيعة الكتاب).
ونقل حمران عن مصدر في السجن بأن الزنزانة التي ترك فيها “العهامي ” طوال الفترة (البدروم) هو عبارة عن خزان تركي قديم عمقه (12) مترًا تحت الأرض مقسم إلى (11) زنزانة و(17) إلى (25) مختطفًا، كما أن الزنازين على شكل حدوة الفرس يتوسطهن ونش تعذيب يستخدم خارج السجن لرفع الذبيحة ويستخدم في السجن لرفع المختطف (هكذا يصف المصدر).
ويواصل المصدر إفادته بالقول: “يُقيد يدي المختطف ويتم إدخال القيد إلى الونش ويتم الرفع ولك أن تتخيل مقدار الألم والعذاب؛ يفصل الجسم نصفين فلا تشعر بنصفك الأخر فيخرج منك البول لا إرادياً”.
وفي اتصاله الوحيد بأهله الذي كشف لهم أنه حي ومخفي في ذلك السجن، طالب “العهامي” أسرته بعكازات لتساعده على حمل نفسه بعد فقدانه القدرة على الوقوف والمشي نظرًا لتدهور حالته الصحية جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له.
وطالب رئيس منظمة رصد، المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي والمبعوث الأممي بإنقاذ المختطف “محمد العهامي” كأولوية قصوى، مشيراً إلى وجود نية لتصفيته.
ويعد سجن الأمن السياسي بمدينة إب أحد أكبر المعتقلات في البلاد التي شهدت عمليات تعذيب لمختطفين وفق تقارير حقوقية محلية ودولية.
وخلال العام الفائت تم اختطاف (278) مدنياً في مدينة إب، وتم توثيق (21) حالة تعذيب لمختطفين ووفاة شخصين تحت التعذيب وفق تقرير حديث لمنظمة الجند لحقوق الانسان.